تعتبر جراحة أورام المخ الحميدة إحدى الطرق الناجحة للعلاج. الأورام الحميدة التي تتم إزالتها جراحيا عادة لا تنمو مرة أخرى. مع ذلک، هناک عدة عوامل لها تأثير على عملية الشفاء من ورم الدماغ الحميد. وفي استمرار لهذا المقال سنتناول جراحة أورام المخ الحميدة.
التحضير قبل الجراحة لورم المخ الحميد
قبل الجراحة، من الضروري إجراء اختبارات لتحديد حجم الورم وموقعه بدقة. تشمل هذه الاختبارات ما يلي:
- التصوير بالرنين المغناطيسي
- الاشعة المقطعية
- تصوير الأوعية
يجب إيقاف بعض الأدوية قبل الجراحة. لذلک، أخبر طبيبک عن أي دواء أو مکملات تتناولها.
کيف يتم إجراء جراحة أورام المخ الحميدة؟
العلاج الرئيسي لورم الدماغ الحميد هو الجراحة، التي ينصح بها معظم المرضى. الغرض الرئيسي من الجراحة هو إزالة الورم دون الإضرار بأنسجة المخ. يتم إجراء معظم العمليات الجراحية تحت التخدير العام، لکن في بعض الحالات يکون من الضروري أن يکون المريض مستيقظًا أثناء الجراحة ويجيب على بعض الأسئلة. في هذه الحالات، يتم استخدام التخدير الموضعي والتخدير لإجراء الجراحة.
في الواقع، يجب أن يکون المريض مستيقظًا أثناء هذه الجراحة حتى يتمکن الجراح من تحديد المناطق الوظيفية المهمة وتقليل حجم الضرر الذي يلحق بها.
لإجراء هذه الجراحة يجب ملاحظة نقطتين:
- هل الحالة الصحية العامة للمريض مناسبة لإجراء هذه الجراحة؟ بعض المرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم أو أولئک الذين يعانون من السمنة المفرطة ليسوا مرشحين لهذا الإجراء الجراحي.
- هل يستطيع المريض الحفاظ على هدوئه أثناء الجراحة والإجابة على أسئلة الجراح بشکل صحيح؟
هناک طرق مختلفة لجراحة أورام المخ، والتي تشمل:
- حج القحف
في هذه الطريقة، تتم حلاقة جزء من فروة الرأس أولاً.
ثم تتم إزالة السديلة من عظم الجمجمة.
من خلال الکشف عن أنسجة المخ، يمکن للجراح إزالة الورم.
يتم بعد ذلک تثبيت السديلة العظمية في مکانها بمساعدة براغي معدنية ويتم إغلاق الشقوق بغرز جراحية.
- الجراحة الإشعاعية
إن إزالة الأورام التي تتواجد في الأجزاء العميقة من أنسجة المخ أمر صعب بعض الشيء وإزالتها دون الإضرار بالأنسجة المحيطة تجعل العملية الجراحية معقدة للغاية، ولهذا السبب يتم استخدام طريقة جراحية تسمى الجراحة الإشعاعية المجسمة لإزالة هذه الأورام.
خلال هذه الجراحة، يتم ترکيز حزم صغيرة من الإشعاع على الورم حتى يتم تدمير خلايا الورم. يتم إجراء العملية الجراحية بمساعدة أشعة الليزر وتوجيه جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي.
يعد العلاج بالجراحة الإشعاعية طريقة بسيطة، عملية الشفاء سريعة جدًا وعادة ما يتمکن المريض من العودة إلى البیت في نفس اليوم بعد الجراحة.
- تنظير الأعصاب أو جراحة الأورام بالمنظار
وهو إجراء جراحي بسيط يزيل الورم عن طريق عمل ثقوب صغيرة بحجم العملة المعدنية عبر الجمجمة أو الفم والأنف. إذا تم إجراء الجراحة من خلال الأنف، فإنها تسمى جراحة التنظير الداخلي للأنف. في هذه الطريقة الجراحية، يستطيع الطبيب الوصول إلى أجزاء الدماغ التي لا يمکن تشغيلها بالجراحة التقليدية وإزالة الورم دون الإضرار بأجزاء أخرى من الدماغ والجمجمة.
تعتبر طريقة التنظير العصبي أقل إيلاما من الجراحة التقليدية،عملية الشفاء أسرع ولا تترک أي ندبات.
ويمکن بهذه الطريقة إجراء عمليات أورام المنطقة الصنوبرية وأورام الغدة النخامية وبعض الأکياس والأورام الموجودة في قاعدة الجمجمة وأورام البطين.
الرعاية بعد جراحة أورام المخ الحميدة
في معظم الحالات، بعد جراحة ورم الدماغ الحميد، من الضروري البقاء طوال الليل في وحدة العناية المرکزة حتى تتم مراقبة علاماتک الحيوية بشکل مستمر.
بعد خروجک من وحدة العناية المرکزة، ستبقى تحت الرعاية في الجناح العام لبضعة ليال. بعد أن تتمکن من تناول الطعام والمشي قليلاً، سيُسمح لک بمغادرة المستشفى. في معظم الحالات، سيتم إدخال المرضى إلى المستشفى لمدة تتراوح بين يومين إلى خمسة أيام في المتوسط.
ستختلف فترة التعافي وتعليمات ما بعد الجراحة حسب نوع الجراحة التي أجريتها وصحتک البدنية. في هذه الحالة، يجب عليک الحصول على معلومات کاملة من الجراح الخاص بک.
استمرار علاج الأورام الحميدة بعد الجراحة
إذا کان ورم الدماغ موجوداً في وضع لا يستطيع الجراح إزالته بالکامل (نظراً لاحتمال تلف وظيفة بعض أجزاء الجسم)، فمن المستحسن اتباع العلاجات التالية بعد الجراحة:
العلاج الکيميائي
يمکن إعطاء العلاج الکيميائي قبل الجراحة للورم الحميد لتقليص حجم الورم. مع انکماش الورم، ستتم العملية الجراحية بنجاح أکبر.
في بعض الحالات، يوصى بالعلاج الکيميائي بعد الجراحة لتدمير أجزاء الورم التي لا تزال قائمة.
يمکن وصف العلاج الکيميائي على شکل أقراص أو حقن أو قطرات.
کما ينصح بالذهاب لإجراء الفحوصات الدورية حسب الجدول الذي يخبرک به الطبيب. في بعض الحالات النادرة، قد يبدأ الورم الحميد الذي تم علاجه بنجاح في النمو ببطء أو يصبح ورمًا خبيثًا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
في الفحوصات الدورية، يتم عادةً إعداد عمليات مسح أنسجة المخ لتحديد وتتبع أي ورم أو نمو خلايا مشبوهة.